التسميات

الخميس، 2 فبراير 2012

شذراتٌ بين أصابِعِ الطُّفـولة ..



أحيانًا حين يتمنَّى البعض العودة للطفولة لأنها خالية من الأحاسيس المتكلفة ..

أتذكر نفسي عندما كنتُ أبكي وحيدًا من أي ردة فعل تزعجني

كنتُ أحملُ همَّ كلَّ ما يعترضني .. أنزوي بعيدًا عن الجميع و أستذكرُ كُل حرفٍ اعتبرته آذاني .,

كنتُ أبكِي بلا توقُّف .. كانت دمعتي سريعَة الهطول

و كان قلبي يخفقُ بقوّةٍ حينها ..

أتذكر عندما كنتُ في الصفِّ الخامس .. كنتُ خائفًا على علاقتي بأحد أصدقائي المقربين من أفواه أحد الواشين

و تلتها اكتشافي و رؤيتي لمخالفات في مجتمعي كنتُ في صغري أعتبرها من الكبائر أن يراها طفلٌ بريء مثلي

فرحتُ أبكي وحيدًا حتى التقتني أمي .. و مسحتُ دمعتي سريعًا

كانت تسألني فرحتُ أبوح لها .. كان دائمًا ما يختلج قلبي يخرجُ لأمي كنتُ أطمئنُّ حين تهدِّئني بطريقتها

و ردات فعلها الحانية ..

كنتُ دائمَ التفكيرِ في ما يُزعجني , كان ذلكَ الشُّعور يؤرِّقُني ليالٍ كثيرة ..

وقتها لم أفكر بكوني طفلْ و لا يجب أن أعيشَ لحظاتٍ كهذه , كنتُ أظنُّ أنِّي نضجت و وصلت لمرحلة لا بُد فيها من أن أتفكَّر في أحداث يومي

كانت تغرينِي ألعاب الدُّمى .. كنتُ أمثلُ بها مسرحياتي الخاصَّة ,

كنتُ أرسُم بها تخيلاتِي لما ستكُون عليهِ حياتي بعد تجاوز ما كنتُ فيه .. على الرغم من كونه أمرًا تافهًا لو نظرت إليه بمنظاري العشريني الآن .!

حتى علاقاتي وقتها كانت مدروسة إلى حدِّ ما يُبعدُني عن الوجَع ..

كنتُ أمشي على مسايسة أحد أقربائي الذي كان يدرس معي , إلى أن توقفت عن ذلك حين وصلتُ لمرحلةٍ معينة ضمنتُ فيها أني قادرٌ على الابتعاد عنه لأنه لا يناسبني و لا ينتمي لتفكيري ,

أحطتُ نفسي بدائرةٍ من ثلاثة أصحاب لا نزيد و لاننقص .. كرهتُ التعددية وو إلى الآن أكره الشللية

أحبُّ أن أختصر لحظات حياتي بالقسمة بين اثنين .. لأني أعتبرُها سرًّا مشيتُ به و حفظتُه لنفسي منذُ صغري

و هذا السر يجب أن لا يخرُج عن هذه الدائرة .. لا أدري لمَ أعتبر المشاركة بشخصي ذنبًا عظيم




سلطتُ غضبي بطرُقٍ محنكة بعيدًا عن العصبية ., كنتُ أديره دائمًا بالاتفاق مع عدوي حتى يُهزم ضدي

لاثني عشرة سنة كنتُ معروفًا بجُرأتي أمام الجميع و حرصي على إبراز كلمتي ,

كانت أيامًا صنعت براءتي الحالية التي لم أعشها في طفُولـتي ..

و لذلك لا زلتُ قابعًا هُناك .. لازلتُ أحبُّ ماضيَّ أكثر و يزدادُ تعلُّقي بطفولَتي أكثر و أكثر !

لأنها رسمت الرَّجل الذي أيشُه الآن .. ربَّما لم يزَل ملوَّنًا بالألوان الخشبية إلا أنه يعي تمامًا أن كُلَّ لونٍ ماذا يعني

حتى لو طغى أحدها على الآخر .

هناك تعليقان (2):

  1. حين قرأتها , لمستُ فيها أنا ولكن بأنوثة !

    ألجمتني .. رسمت بسمتي .. أنزلت الرقيق من دمعاتي ...
    ربما لأن الطفولة تلك المرحلة اللتي نزداد حنينا لها.. ربما لأنها أجمل ما يحمله المـاضي ويشفع لهُ تعلقنا به .. ربما لـ تراقص الطفل الذي بقالب أجسادناالعشرينية ....

    كل ما أعرفهُ أنني أعيش الطفولة وألعب مع الأطفال حتى الآن .. أعيش جنوني وأجعل العالم يمسّه ذلك الجنون الحنينيّ ......

    كلماتِك أعادت شعورًا لي كأنني ولدتُ من جديد , أستطيع تخمين أن هذا يوم ميلادك .. فعام سعيد وأمنيات مُحققة علي عبدالله ...
    دُمتَ رجلاً تتمكّن منهُ الطفولة وإن سار جسدك عشريني :)

    ردحذف
  2. الطفولة كانت ولا زالت أجمل مراحل حياتي ..
    فيها تعلمت و تألمت و نضج غُصني الطَّري ,
    كانت حالمة إلى أبعد حد ..
    و كبُرت طفولتي معي .. لأني لا أزال أشعر بأنني ط فل محمول بجسد رجُل
    سعيد أن هذا البوح ارتقى لـ ذائقتِك ,
    كان بالفعل لـ يوم ميلادي الثاني و العشرين 30 /1 / 2011 :)
    شاكر لكِ هذا التواصل

    ردحذف

window.setTimeout(function() { document.body.className = document.body.className.replace('loading', ''); }, 10);