التسميات

الخميس، 30 يناير 2014

عُدت يا يوم مولدي, عُدت يا أيها الشقي.

في الحقيقة و الواقع لستُ ممن يهتم أو يكرّس انتباهه لتاريخ مولده و لا أترقبه باصطبار و تحسّب و أعد الأيام و الليالي لأجله. يمرُّ يوم مولدي كأي يومٍ عاديٍّ عابرٍ من حياتي, بل تزداد فيه عادةً كثافة ذقني و تكسوني هالة غريبةٌ من الصمت لولا التهاني التي تنهال عليَّ من أشخاصٍ غير متوقعين من الأساس و تمر عليَّ كأنها صِداقُ وداع و كلمة أخيرة لبُعد اللقاء لا كتهنئة أبدًا. أقلقل فيه لسانيَ كثيرًا تحسُّبًا لتهنئة قادمة كوني لا أجيد الرد عادةً بل تحرجني التهاني كثيرًا و لا أجد الرد المناسب و الكافي لأي عبارة تُنقل لي على لسان أحدهم. يحدث أن أتأتئ أو أشدَّ أصابعي بتوتر شديد أو أن أقبض مقدمة أنفي خجلاً. 
لا أعلم ماذا يعني هذا اليوم حقيقةً للآخرين و لمَ يتحسّبون لأجله, و لكنني أثق تمامًا أنه يعني لهم أكثر مما يعني لي. أتفقد نفسي كثيرًا ليلتها ماذا فقدت عامًا تلو آخر, و أي نُدبةٍ أضافها العام السابق على وجهي أو قلبي. 
إن التحكم بالمشاعر الموجهة تجاه يوم المولد صعبُ جدًا بالنسبة لي, متعة لحظية أم نشوة لا أعلم حقيقةً لكنها أمرٌ عابرٌ لا يهمني فعلاً كونه يجتثني من داخل حياة لحياة أخرى تاركًا السلسلة تسير دون توقف. أكملت عامي الرابع و العشرين و أنا لا أزال أستمتع بعدِّ أصابع يديّ و تأمل أظافري تطول لأقصها مرةً أخرى. مضى عام و خسرت ما لا يُقدّر من بصيلات شعر رأسي و كسبتها على أكتافي تصاعديًا و لا أدري هل سأستردها أم لا أخشى أن يمر عامٌ آخر و لا أجد شيئًا منها.
التحديق في القادم صعبٌ جدًا بدخولي في هذا العام, القادم المجهول يشكِّل رعبًا بالنسبة لي و يتركني محكورًا في قارورة الماء عائمًا بين موج الحياة لا أدري على أي يابسةٍ سأرتمي. 
30/ 1 / 2014 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

window.setTimeout(function() { document.body.className = document.body.className.replace('loading', ''); }, 10);